في ذلك القفص الكئيب .. أقبع كالمجرمين .. زنزانة مؤلمة ..
تحكي واقع من ارتكب ذنبا .. أي كان الذنب !
أأنا مجرم ؟!
نعم .. فماذا أكون وأنا الذي قمت بضرب ذلك الرجل راميا بمشاعر الإنسانية
للجحيم!
بدون شفقة .. بدون رحمة .. لقد كنتُ عنيفا .. كنت كالصخرة الساقطة
من أعلى السيل !!
في هجومي وإقبالي عليه .. لا .. لا داعي لتذكر تلك الحادثة
ها أنا ذا أندم كل الندم على ما ارتكبته يداي .. ولكن ..
فات الأوان .. ولم يعد يجدي الندم ..
(( ويوم لا ينفع الندم ))
إن ما أنتظره الآن هو بقاء سائد حيا أو موته وموتي معه ..
لأنه الآن ينام في غرفة الإنعاش .. تحت الملاحظة ..
هي لحظات تفصلنا عمّا إذا كان سيسجل مع تعداد الوفيات أولا !
إن كان كذلك .. فالله وحده أعلم بما يمكن أن يحصل لي ..
وإن كان العكس ــ فهذا ما أرجوه ــ وهو فضل من الله علي ..
لحظات ثم سمعت : " يامن سمير .. "
كان صوت أحد الحرس
" نعم .. أنا "
" تعال معي "
أخذني إلى مكتب الضابط .. ما إن وصلت حتى وجدت الآنسة هند
مطرقة رأسها .. خفت .. بل كدت أصاب بالشلل ..
خرج الحارس وتركني معها لوحدنا في هذه الغرفة ..
قامت الآنسة هند .. وهي مطرقة برأسها للأسفل ..
أخذت تمشي وتتحرك رويدا رويدا حتى شغلت الحيز الذي أمامي مباشرة
تقف الآن مقابلي .. لحظة من عمري .. سجلها التاريخ .. تاريخ حياتي ..
عندما استقلت الآنسة هند أمامي مباشرة .. قامت برفع رأسها تدريجيا حتى
أصبحت تنظر إلى عيني مباشرة ..
ألحظ ذلك البريق اللامع في عينيها .. إنها دموع !
يا ترى ! هل حان الوداع ؟! هل حان وقت مغادرة هذه الدنيا ..
بما فيها الآنسة هند !! لا وألف لا .. لا تقوليها آنسة ..
لا تقتليني .. لا تحطميني .. لا تقضي على آخر أمل لي في الحياة ..
" ماذا هناك آنسة هند ؟؟ ما الذي حصل لسائد ؟؟ هل .. هل "
توقفت لبرهة ثم أكملت
" مات ؟؟!! .. هل مات ؟؟؟ !! "
أخذت أنظر إلى عينيها .. أنتظر الإجابة .. على جمر مشتعل ..
وأخيرا نطقت بصوت يملؤه الحزن ويختلط به الدمع
" لا .. إنه بخير "
فرحت .. ابتسمت ابتسامة واسعة ربما كانت في غير موضعها ..
" حسنٌ .. هل حالته خطرة ؟ "
" لا .. إنه بخير .. سيخرج خلال هذه الأيام القريبة ... "
لنحب الحياة .. بل لنحب واهب الحياة ..
خررت ساجدا لله شكرا ..
بعد أن اعتقدت أنها النهاية .. مافتئت أن قمت حتى رأيت الآنسة هند تطرق برأسها
من جديد ..
" آنسة هند .. ما بك ؟ أرجوك .. أقري لي "
" لا شيء .. سوى .. سوى أنني "
ثم رفعت بصرها إلى عيني مباشرة وأردفت
" أخشى عليك "
تخشى علي ؟ ! ؟ !
هل أنا في حلم أم هي الحقيقة ؟؟ ربما كان من أحلام اليقظة
هذا الكائن الحراري يخاف علي !!
هذه الآنسة التي طالما انتظرت منها كلمة جميلة ..
لا إله إلا الله .. محمد رسول الله ..
" تخشين علي من ماذا ؟؟ "
" من السجن "
" لا .. لا تخافي .. مادام سائد معافى فلن يطول مكوثي هنا "
" بإذن الله "
بعد وهلة من النظر في عيني بعضنا .. بصمت بدون كلام .. ولكنها
كانت لغة العيون .. نعم كنا نتحدث بلغة العيون .. تلك اللغة الوهمية
التي لا يجيد الحديث بها إلا العشاق !
أظن أن هذا المشهد من سلسلة الرومانسية التي كانت في العصر الجاهلي !
في هذه الفترة دخل الحارس قائلا :
" انتهت الزيارة "
عندما هممت بإدارة ظهري سمعت صوتها
" لقد كنت قاسياً "
نظرت إليها وعلامات التعجب والذهول تملأ وجهي ..
في وقت كهذا
انطلقت ابتسامة جذابة شقت طريقها بعسر بين تلك الدموع الكئيبة ..
نعم .. ابتسمت ثم أدارت بوجهها وهمت بالرحيل ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
لم تكن تجربتي للسجون بتجربة طويلة ..
وإنما هي بضع أيام ..
ثم خرجت إلى الحياة ..
تخلصت من ذلك القفص الموحش ..
ومن قفص السجن إلى شباك الحب ..
عدت لأمارس حياتي كما كان .. ولكن هذه المرة ..
لم أكن أنا و سائد وهند في نفس المكتب !
بل هذه المرة .. أنا وهند وحدنا .. ولا سائد بيننا ..
نعم .. وحدنا .. لأن سائد بعدما نال جزاءه .. قدم استقالته ..
أو أظنه قد طلب نقلا من الشركة .. وتمت الموافقة عليه مراعاة لما حدث
بيني وبينه ..
في المنزل ...
واجهت العديد من الأسئلة التي تلتها التوبيخات عما فعلته ..
والدي من ناحية .. وأمي من الأخرى .. ولكن الأدهى من ذلك ..
( كاترينا ) .. ابنة عمي .. التي طالما شعرت بأنني أشغل حيزا في قلبها ..
كانت تنظر إلي نظرات مرعبة .. هذه الفتاة الطيبة .. ترعبني بهذه النظرات المقلقة
نسيت أن أخبركم أن كاترينا دائما عندنا في المنزل .. وسبب ذلك يعود إلى أن
أختي نهى في نفس فصلها .. وكما أخبرتكم أنهما في السنة الأخيرة
في الدراسة .. فهما حريصتان على المداومة على المذاكرة مع بعضيهما ..
في وقت لاحق ..
كنت جالسا في البيت .. وحيدا .. أبي في العمل ..
وأمي كانت ذلك اليوم مريضة , أو بالأصح متعبة ..
وأختي نهى تقبع في غرفتها مع ( كاترينا ) .. تستذكران ما جد من الدروس ..
وأنا أمكث في غرفتي .. أتعلمون فيم كنت أفكر لحظتها ؟!
لا تقولوا في الآنسة ( هند ) ..
كلا ...
لقد كنت أفكر في تلك النظرات التي خلفت القلق والتوتر النفسي ..
نظرات الفتاة الساحرة الشقراء ( كاترينا )
تلك الفتاة الطيبة الرائعة .. والتي لا يفصلني عنها الآن سوى بضع خطوات ..
نعم فغرفتي بجانب غرفة أختي نهى ..
أتعلمون ما الذي جد في عقلي .. فكرة مجنونة !!
أو قد أكون قد تسرعت في وصفها !
فكرت حينئذ أن ألقي نظرة على غرفة أختي !!
والهدف من هذه النظرة ليس أختي ..
بل الفتاة التي تمكث الآن معها ..
كاترينا ..
والهدف من هذه النظرة هو أن أطمئن عليها من ناحيتي ..
تلك النظرات .. أريد أن أتحقق ما الهدف من تلك النظرات التي رمتني
بها ( كاترينا ) عندما عدت من خلف قضبان الحديد ..
وبدون تردد .. قمت بخفة .. واتجهت مباشرة إلى غرفة أختي نهى
التي توجد بجانب غرفتي ..
طرقت الباب ثلاث طرقات .. سمعت صوت أختي نهى
" من ؟ "
تلعثمت ثم قلت
" أ أنا .. يامن "
" تفضل "
فتحت الباب .. ونظرت مباشرة إلى كاترينا التي كانت تجلس على السرير
ممدة أطرافها بحرية .. وشعرها الأشقر الحريري ينسدل بطلاقة على كتفيها ..
خجلت !
ما إن رأتني حتى قامت بتعديل جلستها وضم قدميها ..
كانت ترتدي بنطالا ضيقا يسمونه ( الجينز ) ..
قامت واقفة بعد أن رأت ربكتي ثم قالت وهي تخفض رأسها
" آسفة "
أي نوع من البشر أنت كاترينا ؟؟
أنا الذي دخلت وأنا المستحق قول ( آسف ) .. وكانت على لساني ولكنها سبقتني ..
بدوري قلت
" على ماذا ؟؟ بل أنا الآسف "
" لا عليك "
" كــ كيف هي دراستكما ؟ "
ردت أختي
" كما ترى .. فنحن مجتهدتان "
نظرت إلى كاترينا ثم قلت
" أحقا ؟؟ "
قامت برمشة رائعة من عينيها تصحبها ابتسامة جذابة
" حقا "
" كاترينا .. سؤال واحد أود أن أسأله لك "
بنوع من الاندهاش ردت
" تفضل .. اسأل كما تشاء "
" حسنا .. أ أ ألست غاضبة مني ؟؟ ! "
أطرقت برأسها ثم عادت علامات الغضب على وجهها ثم قالت
" سأجاوب سؤالك بسؤال آخر .. ولكن عدني أن تجاوبني بصراحة تامة "
" أعدك "
تأهبت وقامت بطرح سؤالها :
" لقد كنت أنت وسائد و فتاة تدعى ( هند ) في المكتب "
" نعم هذا صحيح "
" سؤالي هو : ما السبب الذي جعلك تتشاجر مع سائد ؟؟
أرجو أن تجاوبني بصراحة "
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ماذا تريدني أن أقول .. أنا الآن في مأزق ..
لقد وقعت في الشرك !
لقد وعدتها أن أجاوبها بكل الصراحة ..
أأقول لها أنني تشاجرت مع سائد بسبب هند ..
أأقول لها هذا الكلام ؟؟!
إنني في حيرة من أمري ..
أأكذب وأختلق أعذارا أم أنني أخبرها بالواقع ..
وإن أخبرتها .. كيف ستكون ردة فعلها ..
" ألن تجيبني ؟؟؟؟ "
" آنسة كاترينا .. يلزم أن تعرفي أنني ... "
" أنك .. أنك ماذا .. أكمل .. كلي آذان صاغية "
أختي كالبلهاء تجلس معنا لا تفهم هذه النظرات والعلامات
التي أصبحتُ أتداولها كثيرا ..
كاترينا بكل معنى هو لنفاذ الصبر تنتظر إجابتي التي يبدو
أنها تهمها كثيرا ..
أنا أقف مشدوها مذهولا مشلول التفكير .. واقع في مأزق كبير ..
وأخيرا قررت وأعلنتها وقلت بعد تفكير طويل
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
---------->>> يــــــــــــــــــــتــــــــــــــــبـــــــــــ ـــــــــــــــع -------->>>
تحكي واقع من ارتكب ذنبا .. أي كان الذنب !
أأنا مجرم ؟!
نعم .. فماذا أكون وأنا الذي قمت بضرب ذلك الرجل راميا بمشاعر الإنسانية
للجحيم!
بدون شفقة .. بدون رحمة .. لقد كنتُ عنيفا .. كنت كالصخرة الساقطة
من أعلى السيل !!
في هجومي وإقبالي عليه .. لا .. لا داعي لتذكر تلك الحادثة
ها أنا ذا أندم كل الندم على ما ارتكبته يداي .. ولكن ..
فات الأوان .. ولم يعد يجدي الندم ..
(( ويوم لا ينفع الندم ))
إن ما أنتظره الآن هو بقاء سائد حيا أو موته وموتي معه ..
لأنه الآن ينام في غرفة الإنعاش .. تحت الملاحظة ..
هي لحظات تفصلنا عمّا إذا كان سيسجل مع تعداد الوفيات أولا !
إن كان كذلك .. فالله وحده أعلم بما يمكن أن يحصل لي ..
وإن كان العكس ــ فهذا ما أرجوه ــ وهو فضل من الله علي ..
لحظات ثم سمعت : " يامن سمير .. "
كان صوت أحد الحرس
" نعم .. أنا "
" تعال معي "
أخذني إلى مكتب الضابط .. ما إن وصلت حتى وجدت الآنسة هند
مطرقة رأسها .. خفت .. بل كدت أصاب بالشلل ..
خرج الحارس وتركني معها لوحدنا في هذه الغرفة ..
قامت الآنسة هند .. وهي مطرقة برأسها للأسفل ..
أخذت تمشي وتتحرك رويدا رويدا حتى شغلت الحيز الذي أمامي مباشرة
تقف الآن مقابلي .. لحظة من عمري .. سجلها التاريخ .. تاريخ حياتي ..
عندما استقلت الآنسة هند أمامي مباشرة .. قامت برفع رأسها تدريجيا حتى
أصبحت تنظر إلى عيني مباشرة ..
ألحظ ذلك البريق اللامع في عينيها .. إنها دموع !
يا ترى ! هل حان الوداع ؟! هل حان وقت مغادرة هذه الدنيا ..
بما فيها الآنسة هند !! لا وألف لا .. لا تقوليها آنسة ..
لا تقتليني .. لا تحطميني .. لا تقضي على آخر أمل لي في الحياة ..
" ماذا هناك آنسة هند ؟؟ ما الذي حصل لسائد ؟؟ هل .. هل "
توقفت لبرهة ثم أكملت
" مات ؟؟!! .. هل مات ؟؟؟ !! "
أخذت أنظر إلى عينيها .. أنتظر الإجابة .. على جمر مشتعل ..
وأخيرا نطقت بصوت يملؤه الحزن ويختلط به الدمع
" لا .. إنه بخير "
فرحت .. ابتسمت ابتسامة واسعة ربما كانت في غير موضعها ..
" حسنٌ .. هل حالته خطرة ؟ "
" لا .. إنه بخير .. سيخرج خلال هذه الأيام القريبة ... "
لنحب الحياة .. بل لنحب واهب الحياة ..
خررت ساجدا لله شكرا ..
بعد أن اعتقدت أنها النهاية .. مافتئت أن قمت حتى رأيت الآنسة هند تطرق برأسها
من جديد ..
" آنسة هند .. ما بك ؟ أرجوك .. أقري لي "
" لا شيء .. سوى .. سوى أنني "
ثم رفعت بصرها إلى عيني مباشرة وأردفت
" أخشى عليك "
تخشى علي ؟ ! ؟ !
هل أنا في حلم أم هي الحقيقة ؟؟ ربما كان من أحلام اليقظة
هذا الكائن الحراري يخاف علي !!
هذه الآنسة التي طالما انتظرت منها كلمة جميلة ..
لا إله إلا الله .. محمد رسول الله ..
" تخشين علي من ماذا ؟؟ "
" من السجن "
" لا .. لا تخافي .. مادام سائد معافى فلن يطول مكوثي هنا "
" بإذن الله "
بعد وهلة من النظر في عيني بعضنا .. بصمت بدون كلام .. ولكنها
كانت لغة العيون .. نعم كنا نتحدث بلغة العيون .. تلك اللغة الوهمية
التي لا يجيد الحديث بها إلا العشاق !
أظن أن هذا المشهد من سلسلة الرومانسية التي كانت في العصر الجاهلي !
في هذه الفترة دخل الحارس قائلا :
" انتهت الزيارة "
عندما هممت بإدارة ظهري سمعت صوتها
" لقد كنت قاسياً "
نظرت إليها وعلامات التعجب والذهول تملأ وجهي ..
في وقت كهذا
انطلقت ابتسامة جذابة شقت طريقها بعسر بين تلك الدموع الكئيبة ..
نعم .. ابتسمت ثم أدارت بوجهها وهمت بالرحيل ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
لم تكن تجربتي للسجون بتجربة طويلة ..
وإنما هي بضع أيام ..
ثم خرجت إلى الحياة ..
تخلصت من ذلك القفص الموحش ..
ومن قفص السجن إلى شباك الحب ..
عدت لأمارس حياتي كما كان .. ولكن هذه المرة ..
لم أكن أنا و سائد وهند في نفس المكتب !
بل هذه المرة .. أنا وهند وحدنا .. ولا سائد بيننا ..
نعم .. وحدنا .. لأن سائد بعدما نال جزاءه .. قدم استقالته ..
أو أظنه قد طلب نقلا من الشركة .. وتمت الموافقة عليه مراعاة لما حدث
بيني وبينه ..
في المنزل ...
واجهت العديد من الأسئلة التي تلتها التوبيخات عما فعلته ..
والدي من ناحية .. وأمي من الأخرى .. ولكن الأدهى من ذلك ..
( كاترينا ) .. ابنة عمي .. التي طالما شعرت بأنني أشغل حيزا في قلبها ..
كانت تنظر إلي نظرات مرعبة .. هذه الفتاة الطيبة .. ترعبني بهذه النظرات المقلقة
نسيت أن أخبركم أن كاترينا دائما عندنا في المنزل .. وسبب ذلك يعود إلى أن
أختي نهى في نفس فصلها .. وكما أخبرتكم أنهما في السنة الأخيرة
في الدراسة .. فهما حريصتان على المداومة على المذاكرة مع بعضيهما ..
في وقت لاحق ..
كنت جالسا في البيت .. وحيدا .. أبي في العمل ..
وأمي كانت ذلك اليوم مريضة , أو بالأصح متعبة ..
وأختي نهى تقبع في غرفتها مع ( كاترينا ) .. تستذكران ما جد من الدروس ..
وأنا أمكث في غرفتي .. أتعلمون فيم كنت أفكر لحظتها ؟!
لا تقولوا في الآنسة ( هند ) ..
كلا ...
لقد كنت أفكر في تلك النظرات التي خلفت القلق والتوتر النفسي ..
نظرات الفتاة الساحرة الشقراء ( كاترينا )
تلك الفتاة الطيبة الرائعة .. والتي لا يفصلني عنها الآن سوى بضع خطوات ..
نعم فغرفتي بجانب غرفة أختي نهى ..
أتعلمون ما الذي جد في عقلي .. فكرة مجنونة !!
أو قد أكون قد تسرعت في وصفها !
فكرت حينئذ أن ألقي نظرة على غرفة أختي !!
والهدف من هذه النظرة ليس أختي ..
بل الفتاة التي تمكث الآن معها ..
كاترينا ..
والهدف من هذه النظرة هو أن أطمئن عليها من ناحيتي ..
تلك النظرات .. أريد أن أتحقق ما الهدف من تلك النظرات التي رمتني
بها ( كاترينا ) عندما عدت من خلف قضبان الحديد ..
وبدون تردد .. قمت بخفة .. واتجهت مباشرة إلى غرفة أختي نهى
التي توجد بجانب غرفتي ..
طرقت الباب ثلاث طرقات .. سمعت صوت أختي نهى
" من ؟ "
تلعثمت ثم قلت
" أ أنا .. يامن "
" تفضل "
فتحت الباب .. ونظرت مباشرة إلى كاترينا التي كانت تجلس على السرير
ممدة أطرافها بحرية .. وشعرها الأشقر الحريري ينسدل بطلاقة على كتفيها ..
خجلت !
ما إن رأتني حتى قامت بتعديل جلستها وضم قدميها ..
كانت ترتدي بنطالا ضيقا يسمونه ( الجينز ) ..
قامت واقفة بعد أن رأت ربكتي ثم قالت وهي تخفض رأسها
" آسفة "
أي نوع من البشر أنت كاترينا ؟؟
أنا الذي دخلت وأنا المستحق قول ( آسف ) .. وكانت على لساني ولكنها سبقتني ..
بدوري قلت
" على ماذا ؟؟ بل أنا الآسف "
" لا عليك "
" كــ كيف هي دراستكما ؟ "
ردت أختي
" كما ترى .. فنحن مجتهدتان "
نظرت إلى كاترينا ثم قلت
" أحقا ؟؟ "
قامت برمشة رائعة من عينيها تصحبها ابتسامة جذابة
" حقا "
" كاترينا .. سؤال واحد أود أن أسأله لك "
بنوع من الاندهاش ردت
" تفضل .. اسأل كما تشاء "
" حسنا .. أ أ ألست غاضبة مني ؟؟ ! "
أطرقت برأسها ثم عادت علامات الغضب على وجهها ثم قالت
" سأجاوب سؤالك بسؤال آخر .. ولكن عدني أن تجاوبني بصراحة تامة "
" أعدك "
تأهبت وقامت بطرح سؤالها :
" لقد كنت أنت وسائد و فتاة تدعى ( هند ) في المكتب "
" نعم هذا صحيح "
" سؤالي هو : ما السبب الذي جعلك تتشاجر مع سائد ؟؟
أرجو أن تجاوبني بصراحة "
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ماذا تريدني أن أقول .. أنا الآن في مأزق ..
لقد وقعت في الشرك !
لقد وعدتها أن أجاوبها بكل الصراحة ..
أأقول لها أنني تشاجرت مع سائد بسبب هند ..
أأقول لها هذا الكلام ؟؟!
إنني في حيرة من أمري ..
أأكذب وأختلق أعذارا أم أنني أخبرها بالواقع ..
وإن أخبرتها .. كيف ستكون ردة فعلها ..
" ألن تجيبني ؟؟؟؟ "
" آنسة كاترينا .. يلزم أن تعرفي أنني ... "
" أنك .. أنك ماذا .. أكمل .. كلي آذان صاغية "
أختي كالبلهاء تجلس معنا لا تفهم هذه النظرات والعلامات
التي أصبحتُ أتداولها كثيرا ..
كاترينا بكل معنى هو لنفاذ الصبر تنتظر إجابتي التي يبدو
أنها تهمها كثيرا ..
أنا أقف مشدوها مذهولا مشلول التفكير .. واقع في مأزق كبير ..
وأخيرا قررت وأعلنتها وقلت بعد تفكير طويل
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
---------->>> يــــــــــــــــــــتــــــــــــــــبـــــــــــ ـــــــــــــــع -------->>>